*( صفعة الحسين الإنسان لساسون الشيطان ) *

*( صفعة الحسين الإنسان لساسون الشيطان ) *

  • *( صفعة الحسين الإنسان لساسون الشيطان ) *

اخرى قبل 3 سنة

*( صفعة الحسين الإنسان لساسون الشيطان ) *

مقال بقلم الرفيق مهند أبو فلاح .

اتخذت الخارجية الصهيونية قرارا في أواخر العام 1960 بتعيين موشيه ساسون سفيرا للكيان الصهيوني في العاصمة التركية أنقرة و الذي كان من المقرر أن يكون سفيرا لما تدعى بإسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران على إثر اتفاقٍ بين الطرفين على إقامة علاقات ديبلوماسية كاملة بينهما على إثر زيارة قام بها مستشار وزير الخارجية الصهيوني رؤفين شيلوح إلى طهران .

ساسون السياسي الصهيوني نجل الداهية الياهو بن ساسون رًشٍح لهذا المنصب بناءً على توصية من العجوز الشمطماء جولدا مائير ، و بحسب الصحفي الصهيوني شموئيل سيجيف مؤلف كتاب " المثلث الإيراني _ العلاقات السرية الإسرائيلية الإيرانية الأمريكية " فإنه كان من المفترض أن يعلن عن إسم السفير في إطار بيان بشأن قرار إيران الاعتراف بإسرائيل لكن حكومة إيران أرادت أن يتم الاعتراف على مرحلتين للتعرف في البداية على ردود أفعال الدول العربية ، و بالفعل في 23 تموز / يوليو 1960 و بالتزامن مع احتفالات الجمهورية العربية المتحدة بالذكرى السنوية الثامنة لثورة 23 يوليو 1952 في مصر أكد شاه ايران محمد رضا بهلوي علانية أن بلاده قد اعترفت بإسرائيل قبل عشر سنوات و لازالت تعترف بها .

ردة فعل الجمهورية العربية المتحدة على إعلان الشاه جاءت عنيفة عاصفة على لسان الزعيم الخالد الذكر جمال عبد الناصر خلال خطاب شعبي قاسٍ إذا أعلن قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران و توعد الشاه بمصير مماثل لذلك الذي لقيه شريكاه في حلف بغداد نوري السعيد و عدنان مندريس و تبادلت القاهرة و طهران الاتهامات و الحملات الإعلامية لكن بعيدا عن أجواء التشنج و الاحتقان و الخطابات النارية الملتهبة برزت إلى حيز الوجود ردة فعل عربية نوعية من طراز مختلف مغاير تماما لما هو مألوف آنذاك و جاءت هذه المرة من العاصمة الأردنية عمّان عبر رسالة خطية ارسلها العاهل الأردني الراحل المغفور له الملك الحسين بن طلال إلى الشاه محمد رضا بهلوي الذي تربطه معه علاقة صداقة حميمة .

رسالة العاهل الأردني الشاب في حينها تميزت بمزيج من المنطق العقلان و العاطفة المتقدة المؤثرة لدى شاه ايران ، إذ قال رحمه الله تعالى " إن جلالتك تعرف تماما موقفنا الملتزم تجاه قضية فلسطين ، فبالإضافة إلى كونها تمس الأمة الإسلامية و العربية في الماضي و الحاضر و المستقبل ، فهي قضية عدل و حق مغتصب ، و الاماكن المقدسة في القدس لا تخص الاردن فقط بل كل الأمة العربية و كل العالم الإسلامي لذا فإنني أطلب من جلالتك التراجع عن اتخاذ هذه الخطوة و خاصة بعد أن مضت حتى الآن 12 سنة على قضية فلسطين و حكومتكم تقف إلى جانب العدل و تدافع عنه .... ............ "

مضى مليك الاردن الشاب في رسالته عازفا على وتر بالغ الحساسية للشاه مذكرا اياه بالتضحيات التي قدمتها الأمة الإيرانية المسلمة دفاعا عن الإسلام و مقدساته الخ ......... ، و يبدو من خلال رد الشاه على رسالة الحسين أن رسالة جلالته قد أصابت هدفها بإمتياز إذ أكد الشاه أن مسألة الاعتراف بإسرائيل رسميا لم تكن مدار بحث لا في الماضي و لا في الحاضر " بيد أن الشاه أبدى امتعاضه من موقف الدول العربية التي لا تقدر نوايا بلده الحسنة في إشارة ضمنية إلى الجمهورية العربية المتحدة ( ج . م . ع ) .

شاه ايران أقر لاحقا خلال مقابلة صحفية أجراها معه في صيف العام 1975 الصحفي المصري اللامع محمد حسنين هيكل الذي كان يشغل في حينها منصب رئيس تحرير. صحيفة الأهرام اليومية واسعة الانتشار أن بلاده قد أقامت علاقات تعاون استخباري و عسكري مع الكيان الصهيوني نكاية بنظام الرئيس جمال عبد الناصر الذي ناصبها العداء استنادا إلى الحكمة القائلة " عدو عدوي صديقي " .

هكذا مُنيت الديبلوماسية الصهيونية بانتكاسة كبرى و لو مؤقتا لبرهة من الزمن و الفضل كل الفضل في ذلك يعزى إلى الله سبحانه و تعالى أولا ثم للراحل الكبير الملك حسين ثانيا الذي وجه صفعة سياسية مدوية لموشيه ساسون أحد أبرز الساسة الصهاينة في القرن العشرين و برهن جلالته عن مدى حنكته و حكمته و إخلاصه لأمته العربية المجيدة حاملة لواء رسالة الإسلام الخالدة المتجددة و هو ذات الأمر الذي دفع الرفيق القائد المجاهد صدام حسين المجيد سيد شهداء هذا العصر و الزمان أن يقول لهيكل نفسه لقد ظلمنا ابا عبد الله و هي كنية جلالة الملك الحسين بحسب ما ذكر وزير الإرشاد و التوجيه القومي المصري الاسبق في أحد برامجه التلفزيونية التي بثتها قناة الجزيرة الفضائية القطرية منذ عدة سنوات خلت .

 

التعليقات على خبر: *( صفعة الحسين الإنسان لساسون الشيطان ) *

حمل التطبيق الأن